الخميس، 30 نوفمبر 2017

هل تعلم انهم كانو لايعلمون

شكالية الالوان فى الكتابات القديمة :
القضية باختصار انه تم اكتشاف ان النصوص التاريخية لاتحتوى على بعض الالوان المعروفة جدا والمنتشرة مثل اللون الازرق .
وبدأ الاكتشاف من التحليل اللفظى لملحمتى الالياذة والاوديسا وقد تمت كتابتهما الف عام قبل الميلاد تقريبا , حيث لم يتم العثور خلال عشرات الالاف من الابيات الشعرية التى وصفت كل شىء على كلمة " ازرق " , بل تم وصف البحر باللون الاحمر والسماء باللون الاسود .
وتم البحث فى اهم المؤلفات التاريخية مثل الفيدا الهندوسية والعهد القديم والانجيل والادا السكندنافية فلم يتم ايضا العثور على كلمة " ازرق " ..
القرآن الكريم به كلمة ازرق ووردت لمرة واحدة تعبيرا عن وجوده اهل النار كما ان عرب الجاهلية عرفوا كلمة ازرق بدليل " زرقاء اليمامة " .
كما ان الفراعنة استخدموا اللون الازرق فى المقابر اى انهم يعرفونه جيدا ويميزونه .
ظهرت نظريتان لتفسير هذا الامر الغريب :
1 ـ النظرية التشريحية
2 ـ النظرية الثقافية
اما النظرية التشريحية فقد زعم انصارها ان عيون البشر فى تلك العصور كانت فى حالة تطور وانها لم تكن ترى كل الالوان وان الانسان بدأ مسيرته التطورية الابصارية بالابيض والاسود فقط وانه مع الوقت تطورت شبكية العين واصبحت تميز الوان الطيف بدأ من اللون الاحمر بحكم ان له اكبر طول موجى وانتهت تطوريا باللون الازرق بل وانها مازالت تتطور وانها سترى الالوان التى لاتراها حاليا مثل اللون " الفوق بنفسجى " , والطريف انهم قالوا ان هوميروس الاغريقى كان يرى هو والاغريق فى عصره العالم كما نراه نحن ساعة الغروب اى محمرا والسماء تميل للسواد والبحر للاحمرار , كما انهم قالوا ردا على وجود الازرق عند الفراعنة بأن الفراعنة كانوا سابقين تطوريا فقط لاغير .
اما النظرية الثقافية فقد عارضت هذا الكلام وقالت ان القدماء ميزوا كل الالوان وانهم شاهدوا العالم كم نشاهده نحن ولكن العجز كان ثقافيا اى انهم تكاسلوا عن ايجاد اسماء لالوان هم يعرفونها جيدا خاصة انه ثبت ان تعلم الالوان هو اصعب شىء لدى الاطفال وبالتالى فالشعوب القديمة والتى كانت محدودة الثقافة كانت كسولة عن ابتكار اسماء لبعض الالوان .
لقد اثبتت الابحاث الميدانية على شعب بابوا بغينيا الجديدة وهو اكثر شعوب الارض بدائية امرين :
1 ـ ان لديهم ثلاث كلمات فقط للتعبير عن كل الالوان حيث يضعون على سبيل المثال الازرق مع الاخضر مع الاسود
2 ـ ولكنهم كانوا يعرفون بالفطرة كل الالوان واستطاعوا حتى تمييز درجات اللون الازرق دون ان يعرفوا اسمه .
اهمية هذا الموضوع والذى استمر عشرات السنين انه عرفنا على ان الاختلاف الحضارى بين البشر يعود لعامل واحد هو " الفقر الثقافى " .
الفرق بين الشعب الامريكى والشعب المصرى هو ان ثقافة الامريكى عريضة ومتشعبة ومتعمقه فى الزمان ومتطلعة للمستقبل بينما المصري ثقافته ضيقة الافق محدودة فى الماضى عديمة الصلة بالمستقبل .منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصلاة على النبى